Mustafa Ibrahim Official Website
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Mustafa Ibrahim Official Website دخول

موقع متخصص لـ تصوير - تصميم - تصاميم فيديو - مونتاج - مونيتير - برمجة - شبكات


descriptionWOWمزوارية فقرة فلسفية

more_horiz
مزوارية فقرة فلسفية




إن الإنسان منذ نشأته و هو بمحاولته اكتشاف ما حوله و تحسين ظروف معيشته جد و اجتهد في تفسير الظواهر المختلفة سواء تلك التي تعلقت بالطبيعة أو المتعلقة بذاته كمخلوق بشري و قد تشارك إنسان اليوم مع الإنسان القديم في هذه المسألة لكن مع بعض الاختلافات في النتائج و الطريقة المتبعة للوصول إلى هذه الأخيرة.



ومن هنا و بناء على نص الموضوع نجد السؤال الذي يطرح نفسه:

بماذا اختلف تفكير إنسان العصور القديمة عن تفكير إنسان العصور الحديثة، و ما هو النمط الذي اعتمده الأقدمون لتفسير الظواهر؟ أو على الأحرى كيف كان يفكر الإنسان في المرحلة السابقة و كيف يفكر الآن؟





إن القدماء فكروا تفكيرا وهميا و أعطوا مفاهيم غير واقعية بحيث أنهم كانوا شعراء مثبتين للحقائق بكلام بلا أساس يسنده، فلا يمكن التأكد من معارفهم و حقائقهم بخلاف الإنسان الحديث الذي جعل من المنهج العلمي طريقة لوصوله إلى مفاهيم عقلية منطقية مبنية على براهين تدعم صدقها، فالقدماء لجأوا إلى الأسطورة في تفسيرهم للحوادث و الظواهر مما جعلهم يبنون معارف خيالية لا عقلية غير منسجمة مع واقعهم المعاش.

و مما يدعم هذا القول ما يلي:

1) إن البابليين اعتقدوا بأن هناك طائرا عظيما يجلب لهم الزوابع والمطر و يخلصهم من الثور الذي يحرق زرعهم و محاصيلهم، فإن البابليين باعتقادهم هذا يكونون قد صدقوا أسطورة لا وجود لها في الواقع، و إنما سمحوا لخيالهم الواسع بان يهيم بهم في تفسيرهم لظاهرتي هطول الأمطار و الجفاف، فتفسيرهم ليس واضحا بالقدر الكافي للإقناع، بينما الإنسان الحديث أثبت أن هطول الأمطار لا يكون إلا إن توفرت له الظروف المناخية الملائمة لذلك، و باستعمال المنهج التجريبي، بتوفير نفس الظروف المناخية فسوف تتساقط الأمطار بصورة حتمية، فهذا التفسير يظهر مدى تطابق النتيجة التي وصل إليها الإنسان الحديث حول ظاهرة المطر مع الواقع، و مدى إمكانية إقناع أي شخص بهذه النتيجة المنطقية.

2) فالقدماء كانوا يصدرون أحكاما على وقائع و حوادث بشكل حاسم لا يقبل الجدل و النقاش، خاصة تلك الحوادث التي كانت تفسر على أساس ديني لاهوتي، عكس المعارف العلمية التي تقوم على الشك في النتائج لتحسينها و تطويرها.

3) إن المعارف العلمية لا تطالب أحدا الاعتراف بها، فهي لذاتها قابلة للإقناع، لاعتمادها على ضوابط العقل. فالنتيجة العلمية يتقبلها العقل بكل سهولة بخلاف الأسطورة التي تطالب المؤمن بها بالاعتراف بشرعيتها و صدقها، و إن لن يستطيع التأكد منها.



وما يؤخذ على هذا الطرح، أن معارف الأقدمين و إن كانت في جلها خرافية وهمية إلا أننا لا نستطيع أن ننكر اكتشافاتهم المختلفة في المجال المعرفي.

فالصينيون القدامى لهم الفضل في اكتشاف بعض الوسائل البسيطة كالحبر و البارود، و الهنود القدامى آمنوا بقداسة الأخلاق و القيم، و الفارسين القدامى بينوا فضائل النور و كيد الظلام.





لذا يمكننا القول أن تفكير أجدادنا القدامى الوهمي اللاواقعي المستند على الأساطير كان المخاض العسير الذي تولد عنه تفكيرنا العلمي المنطقي العقلي القابل للإقناع، فكما قال مارتن: "عجبا لأمر الفلسفة!

فكيف لما هو عاطفي وجداني أن يؤسس لما هو عقلاني واقعي".

ملاحظة:
كل ما هو مكتوب في هذه الصفحات هي عبارة عن
أفكاري الخاصة بي وحدي، و أنـا بهذا مسؤول عن كل حرف فيها،أنـا مـــــزوار مـحمد سعيد مصدر هذه الأفكار و طابعها.
Dominus: Mezouar Mohammed Said






descriptionWOWرد: مزوارية فقرة فلسفية

more_horiz
شكرا على الموضوع الرائع
remove_circleمواضيع مماثلة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد